الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان ما تم هو مجرد خطبة وقرأت الفاتحة تيمنا كما يفعل في بعض البلاد فهو أجنبي عنك، وما كان بينكما من اتصال لغير حاجة لا داعي له، وإن اشتمل على محرم كتبادل لعبارات الغرام ونحوها، فلتتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً.
وأما كونه في المدينة ففيها الصادقون وفيها الكاذبون، وفيها المتقون وفيها الفاسقون، والأرض لا تقدس أحدأً كما قال بلال رضي الله عنه، فقد كان فيها أبو ذر رضي الله عنه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ما أقلت الغبراء وما أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. رواه أبو داود وغيره، وكان فيها عبد الله بن أبي رأس النفاق والكذب والخداع.
وخلاصة القول أن الرجل ما لم يكن قد عقد عليك عقداً شرعياً فهو مجرد خاطب وهو أجنبي عنك، وقد وعد فأخلف فدعيه. واسألي الله أن يرزقك خيراً منه، وإن كان قد عقد عليك عقداً شرعياً فهو زوجك ولك أن تسأليه الطلاق لخلفه لوعده وتضررك بذلك، وإن امتنع أو لم يمكن الاتصال به فارفعي قضيتك إلى المحكمة لتحلها.
والله أعلم.