الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال العلماء في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة: ..أي حقيقة لأن الجنة موجودة الآن وفتح أبوابها ممكن أو هو بمعنى إزالة المانع ورفع الحجب.
وفي شرح مسلم: قال القاضي: قال الباجي معنى فتحها كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل، قال القاضي: ويحتمل أن يكون على ظاهره وأن فتح أبوابها علامة لذلك. انتهى، قلت: هذا الاحتمال هو الظاهر فالأولى أن يحمل الحديث على ظاهره.. انتهى من تحفة الأحوذي.
وقال السيوطي في شرحه على النسائي: .. فتحت أبواب الرحمة قال ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات وذلك أسباب لدخول الجنة، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار.. انتهى.
وأما دخول الجنة ودخول النار قبل القيامة فقد دلت الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة على وجود الجنة والنار الآن، وأن أناساً ينعمون في الجنة في البرزخ كأرواح الشهداء التي تجعل في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، والحديث في صحيح مسلم، كما أن أناساً يعذبون في البرزخ بالنار وأن العذاب يقع على الروح أصلاً والبدن تبعاً، ولكن عذابهم بالنار يوم القيامة أشد وأبقى، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 31047.
ولا نعلم دليلاً خاصاً ينص على أن الموت في رمضان سبب لدخول الجنة أو النجاة من النار، وانظر لذلك الفتوى رقم: 28530.
والله أعلم.