الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغيرة صفة حميدة إذا كانت في محلها، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه. متفق عليه، وثبت أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أحد أغير من الله ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والحديث متفق على صحته.
كما أن من الغيرة ما يحبها الله عزوجل ومنها ما يبغضها فالتي يحبها سبحانه ما كانت عند وجود ريبة، والتي يبغضها ما كانت من غير ريبة قال صلى الله عليه وسلم: إن من الغيرة ما يحبها الله ومنها ما يبغضها الله فالغيرةالتي يحبها الله الغيرة في الريبة والتي يبغضها الغيرة في غير ريبة. والحديث أخرجه الترمذي في سننه.
فنقول للأخت ينبغي لك أن تعتدلي في غيرتك، وأن تحسني الظن بزوجك، ولا تغاري مما لا ينبغي الغيرة منه، ولا تحملك هذه الغيرة على فعل ما لا يجوز وما لايحسن مثل التجسس عليه وتتبع عثراته، واحرصي على كسب قلب زوجك، واحذري من الغيرة العمياء التي تجعلك لا هم لك سوى تعقب حركات زوجك، وتتبع أخباره، والتشكك في كل تصرفاته، والغيرة من طلابه فإنك بهذه الأفعال تفصمين عرى المحبة والثقة بينك وبين زوجك. فمن بين ما أوصى به أحد الأسلاف ابنته قبل زواجها قوله لها : إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق .
فننصحك بمحاولة إصلاح ما أفسدت، والأهم من ذلك عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. كما أن عليك منح زوجك ثقتك وحسن الظن به. وعليك أيضا عدم الاندفاع بلا روية ولا تعقل، فالتأني والتحري خير من الاندفاع وسوء الظن.
وينبغي أن تنصحي زوجك كما ننصحه نحن كذلك بأن يجتنب كل ما من شأنه إشعال الغيرة المذمومة في قلب زوجته، وأن يتقي الله في عمله ويراعي الضوابط الشرعية في التعامل مع النساء الأجنبيات، كما أن عليه أن يثني على زوجته، ويرفع معنوياتها، ويشعرها دائما بأن لديها صفات جميلة ليست موجودة عند غيرها، ويذكرها بأن الغيرة قد تفقدها ثقتها بنفسها وتهدم بيتها.
والله أعلم.