الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكره الأخ السائل من أهمية البنوك في الاقتصاد أمر صحيح ولكن المطلوب إصلاح هذه البنوك حتى تكون معاملاتها وفق الشريعة الإسلامية.
خلاصة الفتوى:
المطلوب من المسلمين السعي لإصلاح واقعهم حتى يتوافق مع الشريعة الإسلامية، لا أن يطلب من الشريعة الموافقة على واقع فاسد ووضع مختل.
والعاملون في هذه البنوك الربوية منهم من يباشر عملية الربا كالكاتب والمحاسب فضلا عن المسؤولين في هذه البنوك، ومنهم من يعين عليه كالمتعامل معها فمنهم من يبيع لهم شيئا يستعملونه في معاملاتهم الربوية أو يؤجر لهم دارا لهذا الغرض أو يحرسها لهم.. ولا ريب أن إثم المباشر غير إثم المتعاون وإن كانوا كلهم يشتركون في الإثم.
وإذا كان الأمر كذلك فليس المطلوب من الشريعة أن تتكيف مع الواقع الخطأ بل المطلوب أن يصلح هذا الواقع ويعدل حتى يكون موافقا لها، ولو أن الشريعة تكيفت مع كل واقع خطأ لاندرست أحكامها ولم يبق منها اسم ولا رسم.
وإذا تقرر هذا فإن للضرورات أحكاما وكل حالة تدرس بمفردها، فقد يباح لشخص العمل في البنك الربوي لضرورة ملجئة.
وبالنسبة لاختلاف العلماء في ذلك، فالاختلاف من طبيعة البشر، وما يزال العلماء يختلفون في أغلب المسائل، وموقف العامي من هذا الاختلاف أن يتبع من يثق بعلمه وورعه، وراجع في مسألة الفرق بين المرابحة والقرض الربوي الفتوى رقم: 53251، والفتوى رقم: 63997. وفي مسألة موقف البنوك الإسلامية من البنك المركزي الفتوى رقم: 36524.
والله أعلم.