الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هجر العصاة تراعى المصلحة في فعله أو تركه، فإن كان المهجور سيؤدي به الهجر للتوبة والرجوع عما هو عليه شرع هجره، وإلا فإن الأولى الصبر عليه ومواصلة نصحه مع الدعاء له، لعله يرجع إلى رشده كما صبر الأنبياء على أممهم ولم يهجروهم، واطلبوا النصح له ممن يمكنه التأثير عليه من الأئمة والشباب الملتزمين، والأفضل في الرحم الذي يؤذي أهله أن يصبروا ويحلموا ويدفعوا إساءته بالإحسان عملاً بقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.
فإن خيف حصول الأذى منه فلا بأس بتجنب لقائه في بعض الأحيان طلباً لحصول السلامة من شره دون القطيعة التامة، ولا بأس أن تهددوه بالشكاية منه للسلطات إن طمعتم في تأثير ذلك عليه والسعي في رقيته أو علاجه علاجاً نفسياً.
وراجع في أهمية ووجوب بر الوالدين وفي علاج المنحرفين وفضل الدعاء لهم والسعي في هداهم وفي تأكيد إقام الصلاة، وفي المزيد عما تقدم الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69794، 65710، 57386، 55729، 13288، 76967، 69295، 65834، 54971، 48265، 47693، 65968، 52902، 76270.
والله أعلم.