الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعلوم أنه لما نزلت الآيات التي أمر الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يباهل نصارى نجران دعاهم إلى ذلك، ولما تشاوروا فيما بينهم قال بعضهم: إنه لو لم يكن نبياً حقاً لما دعانا إلى المباهلة، ثم جعلوا لذلك علامة وقالوا: إن باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي، وإن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله، فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق.
فلما أصبح الصباح وخرج نصارى نجران إلى موعدهم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل بيته، وعرف النصارى استعداده صلى الله عليه وسلم للمباهلة تحققوا أنه نبي، وقالوا فيما بينهم: والله إنه لنبي! ولئن باهلنا ليستجيبن الله له فيهلكنا، ولا ينجينا شيء منه إلا أن نستقيله، فأقبلوا وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة وأقلنا... إلى آخر القصة المشهورة. ويقول أهل التاريخ: إنه قد أسلم نحو عشرين رجلاً منهم فيما بعد.
والله أعلم.