الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الصعب حصر جميع من صنفوا في علم الحديث؛ وذلك لأن التأليف في علوم الحديث قد وجد منذ قرون بعيدة وما زال مستمرا.
ولكننا سوف نذكر لك أسماء بعض من ألفوا في القرون الأولى للدولة الإسلامية، والذين تعتبر الكتب التي ألفوها أمهات في هذا الفن، وذلك على النحو التالي:
1. القاضي أبو محمد الرامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد المتوفى سنة (360)، ومصنفه هو: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي. وهو أكبر كتاب وضع في علوم الحديث حتى ذلك العصر، استوفى فيه مؤلفه البحث في آداب الراوي والمحدث، وطرق التحمل والأداء، واجتهاد المحدثين في حمل العلم، وما يتعلق بهذا الفن من الأمور، فهو في الحقيقة من كتب علوم الحديث بمعناه الإضافي لا باعتبار كونه اسمًا ولقبًا للعلم الخاص المعروف.
2. الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي المتوفى سنة (463هـ)، وكتابه هو: الكفاية في علم الرواية، وقد استوفى فيه البحث في قوانين الرواية، وأبان فيه عن أصولها وقواعدها الكلية، ومذاهب العلماء فيما اختلفت آراؤهم فيه، ولا يزال حتى يومنا أعظم كتاب في هذا الباب.
3. الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المتوفى سنة (405هـ)، ومصنفه هو: معرفة علوم الحديث، وقد بحث فيه اثنين وخمسين نوعًا من علوم الحديث، وقد طبع في مصر سنة 1937م.
4. أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفى سنة (430هـ)، وقد ألف المستخرج، وزاد فيه على الحاكم أشياء فاتته، ولذلك سماه مستخرجًا.
5. القاضي عياض بن موسى اليحصبي المتوفى (سنة 544هـ)، وكتابه هو: الإلماع في أصول الرواية والسماع، وهو كتاب مفيد جدًا.
6. الميانجي أبو حفص عمر بن عبد المجيد المتوفى سنة (580هـ)، وهو مؤلف: ما لا يسع المحدث جهله، وهو عبارة عن رسالة مختصرة في علوم الحديث.
وعلى أية حال، فقد ذكر أهل العلم أن أبرز الأعلام الذين شيدوا بنيان علوم الحديث واعتمد عليهم من جاء بعدهم هم: الحاكم النيسابوري، والخطيب البغدادي، وابن الصلاح.