خلاصة الفتوى ماء الرجل غليظ أبيض يخرج بشهوة وتدفق مع حصول فتور بعده -هذا في الغالب- ومع اعتدال المزاج، وقد تتغير بعض هذه الصفات لمرض فيصير أصفر رقيقا، أو لكثرة جماع فيكون أحمر. وماء المرأة أصفر رقيق، وقد يتحول أبيض لفضل قوتها.
فالحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه ولفظه: إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه.
وقد اشتمل الحديث على صفات مني الرجل والمرأة التي يتصفان بها غالبا، وفي حال اعتدال المزاج، وقد تتغير بعض تلك الصفات لمرض ونحوه من العوارض التي ذكرها الإمام النووي في صحيح مسلم قائلا :
هذا أصل عظيم في بيان صفة المني وهذه صفته في حال السلامة وفي الغالب، قال العلماء: مني الرجل في حال الصحة أبيض ثخين يتدفق في خروجه دفقة بعد دفقة ويخرج بشهوة ويتلذذ بخروجه، وإذا خرج استعقب خروجه فتورا ورائحة كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين، وقيل تشبه رائحته رائحة الفصيل، وقيل إذا يبس كان رائحته كرائحة البول، فهذه صفاته وقد يفارقه بعضها مع بقاء ما يستقل بكونه منيا، وذلك بأن يمرض فيصير منيه رقيقا أصفر، أو يسترخي وعاء المني فيسيل من غير التذاذ وشهوة، أو يستكثر من الجماع فيحمر ويصير كماء اللحم وربما خرج دما غبيطا، وإذا خرج المني أحمر فهو طاهر موجب للغسل كما لو كان أبيض. ثم إن خواص المني التي عليها الاعتماد في كونه منيا ثلاث: أحدها: الخروج بشهوة مع الفتور عقبه. والثانية: الرائحة التي شبه الطلع كما سبق. الثالث: الخروج بزريق ودفق ودفعات. وكل واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه منيا ولا يشترط اجتماعها فيه، وإذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيا، وغلب على الظن كونه ليس منيا، هذا كله في مني الرجل. وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل. والثانية: التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه. قالوا: ويجب الغسل بخروج المني بأي صفة وحال كان. والله أعلم. انتهى
والله أعلم.