الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل العلم أن الصحابة يجب أن يظن بهم أحسن الظن، وأن تحمل تصرفاتهم على أحسن محمل، وعثمان رضي الله عنه هو أفضل الصحابة بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع، وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن ذكر العبد محاسنه يُمنَع إذا كان للفخر والإعجاب، أما إذا كان لحاجة كدفع شر عنه أو تحصيل منفعة للناس فلا يمنع، ومن أمثلة دفع الشر ما ذكر عثمان هنا في السؤال.
ومنه إخبارك بما عملت من الخير للناس ليقتدي بك أو لتحقق بذلك مصلحة للمسلمين، وأما إخبارك به للمنّ على من أحسنت إليه فهو ممنوع شرعا؛ً لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {البقرة:264}.
وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 70135، 74140، 95508، 21126، 45813.
والله أعلم.