الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما ذكرته عن أبويك من الابتعاد عن الدين... كترك الصلاة والحجاب، وكالتبرج...وعدم المبالاة بالحلال والحرام...
وأكبر من جميع ذلك ما ذكرته عن أبيك حين تحدثه عن الآخرة فيقول: وما أدراك بهذا كيف عرفت أن هناك آخرة!...
نقول: إن جميع ما ذكرته عن أبويك وعمن يمشي على منوالهما من بقية أفراد أسرتك هو وضع –في الحقيقة- يرثى له، فإن كان أبوك يشك في الآخرة فهذا كفر والعياذ بالله.
وتركهما للصلاة إن كان إنكارا لوجوبها فهو كفر صريح أيضا، وكذا إن كانا يتركانها بالكلية على قول رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 17277.
وعلى أية حال، فإنهما والداك ويجب عليك برهما، وقد أمر الله تعالى بمصاحبتهما في الدنيا معروفا إذا كانا مشركين يجاهدان ابنهما على أن يشرك بالله تعالى. قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان: 15}. وعليك أن تستمر في النصح والدعاء لهما، فإن لك في ذلك أجرا كثيرا عند الله.
ولا تساعد أمك في شراء المسائل المحرمة، وترفق في صرفها عن ذلك.
ونسأل الله أن يثبتنا وإياك على دينه وأن يكلل مساعينا بالنجاح.