الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على الأولاد بر الأبوين والإحسان إليهما ومصاحبتهما في الدنيا معروفاً، كما أمر الله: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
ولا يجوز للمسلم أن يجالس أصحاب المعاصي على معاصيهم، فقد قال عز وجل: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ {النساء:140}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر. رواه أحمد وغيره.
ومن هذا تعلم أن ما أنت عليه من العلاقة الجيدة مع أبويك وأختك وبرهم وزيارتهم هو الصواب.
وأما ما ذكرته من مجالستهم وهم في حال شربهم للخمر، فإنه لا يجوز لما تقدم، كما أنه لا يجوز مشاركة الكفار في الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية ولا تهنئتهم بهذه المناسبة، لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 26883.
وفي دعوة الأهل إلى الإسلام عليك أن تتوخى الحكمة والجدال بالحسنى عملاً بقوله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}، واحرص على الإيضاح لهم بالقول اللين ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، عملاً بقوله تعالى لموسى عليه السلام لما أرسله لفرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44}، ثم تعهدهم بالدعوة مرة بعد مرة ولا تكثر لئلا يرفضوا الاستماع إليك، وادع لهم في أوقات الاستجابة فإن الله قادر على الأخذ بنواصيهم إلى الخير.
والله أعلم.