خلاصة الفتوى:
لا يجوزالاطلاع على العورات إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، ومن ذلك الاطلاع عليها حال التطبيب ونحو ذلك، وقد تقتضي المصلحة الراجحة أن يعمل في هذه المجالات بعض أهل الاستقامة ، وعلى المسلم الذي ابتلي بمثل هذا أن يتقي الله ما استطاع فلا يكشف من العورات إلا ما تقتضي الضرورة أو الحاجة كشفه ، وعليه أن يقوم بإنكار ما يرى من منكرات قدر استطاعته . وصلاة الجماعة واجبة على الراجح ، فعلى المسلم أن يحرص عليها، فإن وجد عذر معتبر شرعا فلا حرج عليه في التخلف عنها، مع المحافظة على أداء الصلاة في وقتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الأصل أنه لا يجوز للمسلم الاطلاع على العورات إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، ومن ذلك ما يحدث من الاطلاع عليها عند التطبيب ونحو ذلك . وبما أن في الأمر نوعا من التعقيد في هذا الزمن فإنه قد يحتاج إلى نوع من التأني والنظر، فإن ترك مثل هذه المجالات لبعض من لا خلاق لهم ربما كان سبيلا لانتشار الفساد بسبب عدم مراعاتهم لضوابط الشرع في مثل هذه الحالات .
ومن هنا فقد تكون المصلحة أحيانا تقتضي أن يسير في مثل هذه التخصصات أهل الاستقامة ومن يوثق بدينهم ومن يستطيع أن يجنب الأمة الكثير من المفاسد ، ولذلك فإن أنست من نفسك الأهلية لتقديم ما يفيد الأمة في هذا المجال ، وأمنت على نفسك الفتنة فتوكل على الله وباشر دراسة هذا التخصص ، وسدد وقارب فيما يتعلق بأمر الدعوة وإنكار المنكر قدر المستطاع. ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى: 38536، 7764، 72925.
وبخصوص صلاة الجماعة فهي واجبة على الراجح ، فيجب عليك الحرص عليها ، وإن وجد في العمل عذر معتبر شرعا يبيح لك التخلف عنها فلا حرج عليك في التخلف عنها مع المحافظة على أداء الصلاة في وقتها المحدد لها شرعا. وراجع الفتوى رقم: 1798.
والله أعلم.