الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو الله تعالى أن يكون قد اختار لك ما هو خير لك، ولكن ما كان ينبغي لكم رفضه وفسخ الأمر بسبب العفش أو المهر وغيره من عرض الدنيا، فقد دعى الإسلام إلى تخفيف المهور وعدم المغالاة فيها، فدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم مرغباً: أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة. رواه أحمد.
وإذا كنت تودين عودته وتوافقين عليه فينبغي أن تستشيري أهلك في ذلك وتعرضي عليهم الأمر، ولا حرج عليك في عرض الأمر عليه بواسطة أحد أوليائك أو محارمك أو مباشرة إن لم يتيسر لك أحد من أولئك، وانظري لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69137، 94876، 30033، 3074.
والأولى لك تنبيه الأهل على أهمية عدم المغالاة في المهر وغيره فيما بعد إذا جاءك من ترضين دينه وخلقه، ودع الحزن والتحسر على ما فات سيما إن كنت قد استخرت الله عز وجل، فلعل ما حصل خير لك، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فأقبلي على الله، واسأليه أن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.