الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم:18728، والفتوى رقم:49343، أن ذكر أهل قرية أو بلدة بمنقصة لا يعد غيبة، وأن الغيبة لا تكون إلا لمعلوم، وذكرنا كلام الفقهاء في ذلك، ومثله فيما نرى ذكر مهنة معينة بعيب فلا يعد فاعل ذلك مغتابا لكل من امتهن ذلك العمل.
ولكن ينبغي أن يعلم أن ما ذكر وإن لم يكن غيبة فإنه يعتبر من الاستهزاء، وقد دل القرآن الكريم على أن الاستهزاء من خلق الجاهلين فقد قيل لموسى عليه الصلاة والسلام: أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا فكان جوابه: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {البقرة: 67} فلا يستهزئ بالآخرين إلا جاهل، وما أحسن ما قال الطغراني في ختمه لاميته بقوله:
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها فهل سمعت بظل غير منتقل
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل