خلاصة الفتوى:
إن الحكمة من حل نساء أهل الكتاب للمسلمين كونهم أصحاب دين سماوي، فيلتقون مع المسلمين في كثير من الأمور، وذلك أرجى لتأثر المرأة منهم بزوجها المسلم، وأما الحكمة في حل ذبائحهم للمسلمين فهي أنهم لا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله، ويعتقدون تحريم الذبح لغير الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن الله يخلق ما يشاء ويختار، ويحكم بما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، وله في كل ذلك الحكمة البالغة التي تقصر عقول الخلق عن إدراك حقيقتها ومنتهاها، قال تعالى: وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {الرعد:41}. وقال سبحانه: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}.
ولا مانع بعد الرضا والتسليم من أن يلتمس المسلم بعض حكم التشريع والتي قد يدركها أو لا يدركها أو يدرك جزءا منها.
وبخصوص الحكمة من إباحة نكاح نساء أهل الكتاب قد سبق بيانها في الفتوى رقم: 69180.
ومما ذكر في حكمة إباحة طعامهم ما ذكره ابن كثير من قوله: لأنهم يعتقدون تحريم الذبح لغير الله، ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله، وإن اعتقدوا فيه تعالى ما هو منزه عنه تعالى وتقدس. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 2547.
والله أعلم.