الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا احتاج الإنسان إلى عدم الإخبار بالحق في مسألة فيمكنه أن يستغني عن الكذب باستعمال المعاريض.
والمعاريض وسيلة للتورية، بأن تتكلم بكلام تريد به خلاف ما يفهمه المخاطب. والتورية لها أصول وأدلة في السنة وأقوال السلف، وقد ثبت عن بعض الصحابة ومنهم عمر وعمران بن حصين أن المعاريض مندوحة عن الكذب. فعن قتادة أنه سمع مطرفا قال: صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة فقل منزل ينزله إلا وهو ينشدني شعرا وقال إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
وعن معتمر قال أبي حدثنا أبو عثمان عن عمر فيما أرى شك أبي أنه قال: حسب امرئ من الكذب أن يحدث بكل ما سمع، قال وفيما أرى قال قال عمر: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. وهو في الأدب المفرد أيضا، وقد صححه الألباني.
وقد بوب البخاري، باب: المعاريض مندوحة عن الكذب.
ومن هذا تعلم أنه لا حرج عليك في أن توري بلفظ يجعل السامع يفهم منه خلاف الحقيقة.