الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فامرأة العزيز لم تتنبأ بتقطيع النساء أيديهن، وإنما كان ذلك منها فراسة، لما علمته من حسن يوسف، وأن النساء إذا رأينه سينشغلن عن كل شيء، وكانت قد اعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكيناً، كما جاء في القرآن الكريم، قال القرطبي في تفسيره: واعتدت لهن متكئاً أي هيأت لهن مجالس يتكئن عليها، قال ابن جبير: في كل مجلس جام فيه عسل وأترج وسكين حاد. وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير (متكاً) مخففاً غير مهموز، والمتك هو الأترج بلغة القبط، وكذلك فسره مجاهد، روى سفيان عن منصور عن مجاهد قال: المتكأ مثقلاً (هو) الطعام، والمتك مخففاً هو الأترج.. انتهى.
يعني أنها جعلتهن في هيئة يسهل معها أن يقطعن أيديهن إذا انشغلن بما عليه يوسف عليه السلام من الحسن، وكان يوسف عليه السلام قد أعطي شطر الحسن، جاء في حديث الإسراء قول النبي صلى الله عليه وسلم: ...ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن. رواه مسلم وغيره.
ولا غرابة بعد هذا أن يصل الإعجاب بجماله وحسن مظهره إلى حد أن يفعل النساء بأيديهن ما فعلن.
والله أعلم.