الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبارك الله فيك وحقق لك ما تصبو إليه من العلم النافع، وثبتك على التزامك وتمسكك وعلى الخير الذي أنت عليه، وقد أحسنت حين ارتبطت بذلك المركز الإسلامي، وننصحك بتقوية صلتك به، فإنك ما زلت بخير في تلك البلاد ما ارتبطت بجماعة مسلمة وعمل إسلامي، وينبغي لك الرجوع إلى أهل العلم هناك وأهل الصلاح في كل ما يشكل عليك، وننصحك بالزواج إن تيسر لك حتى تأمن على نفسك أسباب الفتنة، وتحصن نفسك من مزالق الشيطان وغوايته، لا سيما في البلاد التي أنت فيها.
وننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتنازل عن شيء من أحكام دينه، أو يرتكب ما حرم الله بحجة التعايش مع المكان والزمان الذي يعيش فيه.
وأما عن علاقتك بتلك الفتاة فاعلم أن الشباب الملتزم لا يطلب إقامة علاقة للتعارف قبل الزواج، وإنما يطرق البيوت من أبوابها بعد السؤال عن الفتاة وعن أهلها، ثم يخطب خطبة شرعية بعيدة عن الريب والتهمة.
فإذا ما كانت هذه الفتاة التي أعجبتك مرضية الدين والخلق، فيمكنك التقدم إلى أهلها لخطبتها والزواج بها وفق الضوابط الشرعية، فإن وافقوا فهذا المطلوب، وإن لم يوافقوا فلا تشغل بالك بها، وابحث عن غيرها.
وهذه هي أسلم طريقة تتبعها في هذا الموضوع، وراجع الفتاوى التالية: 8757، 10561، 18781.
وأما عن حكم إهدائها فقد سبق أن الهدية من حيث الأصل جائزة ومندوب إليها ولو إلى المرأة الأجنبية لكن بضوابط سبق بيانها في الفتوى رقم: 29146، لكن الإشكال في المناسبة التي أهديت من أجلها هذه الهدية وانظر الفتوى رقم: 33968.
وعن حكم دعوتها إلى المطعم فدعوة الرجل للمرأة لحضور طعام أو العكس لا بأس به من حيث الأصل، لكن ليس على حال يحصل فيه خلوة ونظر محرم، وغير ذلك، مما يقع في مثل هذه الدعوات من اختلاط محرم بين الرجال والنساء .
والله أعلم.