الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما ذكرته عن أمك من عدم الرضى عنك، ومن الطرد لك من المنزل يعتبر خطأ منها إذا لم يكن له سبب، ولكن الابن لا يجوز أن يرد على تصرفات والديه ضده بالمقابل، لأن الله قد جعل لهما حقاً عظيماً على الولد، وقد قرن جل وعلا حقهما بتوحيده، فقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء: 23}، والأم هي أحق الناس في البر وحسن الصحبة، ففي الصحيحين: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.
وفيما يخص سؤالك عما إذا كان عدم رضاها عنك يبعدك عن الجنة، فجوابه أنك إذا لم يكن لك عذر في عدم رضاها عنك فإن ذلك قد يبعدك عن الجنة، لأن في رضاها رضى الله سبحانه، وفي سخطها سخطه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الله من رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد. رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وأما إن كنت قائماً بما يجب عليك من حقها، ولم تفرط في شيء من ذلك فالعادة أنها في هذه الحالة لا تكون ساخطة، وإن وقع ذلك لم يكن عليك فيه من إثم.
والله أعلم.