الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإسلام هو كل ذلك من صلاة وصيام ومعاملة حسنة وغير ذلك من أحكامه وتعاليمه، وإن كانت المعاملة الحسنة وكف الأذى عن الغير يعتبر ركنا ركينا، وبدون ذلك تكون تلك الأعمال من صلاة وصيام وغيرها أعمال لا روح لها ولا ثمرة مما يدل على خلل فيها، فالصلاة الصحيحة المثمرة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصوم يثمر التقوى وكف الأذى.
وهكذا باقي العبادات المأمور بها شرعاً فروحها وثمرتها هي ما يظهر على السلوك من خلق الإيمان والالتزام والتعامل الحسن، ففي الحديث عند أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله؛ إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار. قال: يا رسول الله؛ إن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وأنها تصدق بالأثوار من الإقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ... وأن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. حسنه الألباني.
وبناء عليه؛ فالإسلام والإيمان بنيان متكامل قول واعتقاد وعمل، وبحسب ما التزم المرء به من ذلك يكون إسلامه، وزوجتك عفا الله عنها وأصلحها قد أخطأت في حقك وكلفتك ما لا تطيق، ولكن ننصحك بعد أن كان ما كان وطلقتها طلاقاً لا رجعة فيه وأنت مصر على ذلك وعازم عليه أن تتناسى ما كان منها وتبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين لتسعد نفسك وتقر عينك وتقوم على رعاية أبنائك إن كانوا بيدك.
والله أعلم.