الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تقصدين بالمتباهي إظهار المسلم أن قبر المسلم أفضل من قبر النصراني عن طريق وضع الزهور والورود فهذا لا يجوز؛ لما فيه من إضاعة المال بغير حق، ولما فيه من التشبه بالكفار، وراجعي الفتوى رقم: 24505، والفتوى رقم: 51862، وأما إن كان المقصود أن بعض ضعاف الإيمان من المسلمين يدَّعون أن قبور النصارى أفضل مغترين بما عليها من الزينة ناسين ما قد يكون أصحابها يعانونه الآن من عذاب القبور وأنواع النكال، فلا شك أنه خطأ كبير يدل على جهل فاعله بمكانة المسلم عند الله، وجهله بمضمون قول الله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ.{الأنفال55}. ويضاف إلى هذا تعظيمهم الكفار وهو ممنوع، وإفسادهم الأموال وهو ممنوع، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم: نهى عن إضاعة المال ...، ويضاف إلى هذا أيضا حرمة احتقار المسلم والاستهزاء به وكل ما يفيد تنقصه.
والله أعلم.