خلاصة الفتوى:
اسم الرجل الذي صرحت به رواية مسلم نهيك بن سنان، والمقصود بالمفصل السور من سورة ق إلى آخر المصحف، والنظائر هي السور المتشابهة في القصص والمعاني والحكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والبيهقي وابن حبان وغيرهم، وقد وقع التصريح باسم الرجل في صحيح مسلم حيث جاء الحديث بلفظ: جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبد الله فقال: يا أبا عبد الرحمن... إلخ، ونهيك بفتح النون وكسر الهاء وسنان بكسر السين المهملة وبنونين بينهما ألف.
والمقصود بكلمة المفصل أي قرأت سور المفصل وهي من أول سورة (ق) إلى سورة الناس، وقيل من الحجرات إلى سورة الناس، ورجح الأول الحافظ ابن حجر في فتح الباري وسميت هذه السور بالمفصل لكثرة الفصل بين السور بالبسملة على الصحيح كما قال الحافظ.
وأما قوله: عرفت النظائر، أي السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكم أو القصص، كذا في فتح الباري، كسورة التكوير وسورة الانفطار فهما متماثلتان في الآيات من حيث ذكر أهوال يوم القيامة فيقال سورة الانفطار نظيرة سورة التكوير، وقد عد ابن مسعود شيئاً من تلك السور النظائر فيما أخرجه أبو داود وأحمد فقال: ... كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة، الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، وإذا وقعت ونون في ركعة، وسأل سائل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة. قال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود رحمه الله. انتهى.
وابن مسعود رضي الله عنه كان يعد سورة الدخان من جملة المفصل.
والله أعلم.