الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا فرق في المعنى بين "اصبر" و"اصطبر" في أصل المعنى فمعناهما الأمر بالصبر، ولكن اصطبر أوكد في المعنى، ويفهم من كلام بعض المفسرين أنه قد ورد تأكيد الأمر بالصبر على العبادة لما في العبادة من المشقة، خاصة وأن السورة مكية، وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة ما لاقى من أذى قريش بسبب عبادته ربه.
قال البيضاوي في تفسيره مبيناً معنى الآية: فأقبل على عبادته واصطبر عليها ولا تتشوش بإبطاء الوحي وهزء الكفر، وإنما عدي باللام لتضمنه معنى الثبات للعبادة فيما يورد عليه من الشدائد والمشاق كقولك للمحارب: اصطبر لقرنك. انتهى.
والله أعلم.