الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن بر الوالدين من أعظم القربات عند الله، وهذا البر يتحقق بحسن المعاملة والاهتمام والرعاية والنفقة عند الحاجة ونحو ذلك، فإذا كنت كما ذكرت قائماً بحق والدك ولم يكن والدك بحاجة فعلية لهذا المبلغ الذي طلبه منك لعلاج أو نحوه من الأمور التي لا مندوحة له عنها، فلا يلزمك أن تعطيه ولك أن تُعرٍض عند طلبه للمال بما يحفظ الود بينك وبينه، مثل أن تقول ليس عندي وتقصد ليس عندي الآن، فقد ذكر العلماء أن في المعاريض والتورية مندوحة عن الكذب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك. رواه ابن ماجه. ليس على إطلاقه فليس للوالد أن يأخذ من مال ولده ولو لم يرض الولد إلا بقدر حاجته ومع توفر شروط وضوابط وضعها العلماء لجواز الأخذ في هذه الحالة، وراجع في تفصيل ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62473، 46692، 28372، 1126.
والله أعلم.