الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء من الأمراض الظاهرة والباطنة، وأن يعينك على التغلب على هذه الوسوسة، وأن يهديك سواء السبيل، أيتها الأخت الكريمة، إن حل هذه المشكلة سهل بسيط، وهو يتلخص في أن تسعيني بالله تعالى وحده، وتتجاهلي هذه الوسوسة تماما، ولا تلتفتي إليها. وفيما يخص أسئلتك فليس من العادة أن يطفر الماء من التواليت بدون أن يكون لذلك سبب، ولو افترضنا حدوث ذلك فإنه من المستبعد أن يصل الماء إلى جسمك أو شعرك وملابسك... وكيف يتصور في غسل التواليت أن تطفر على يدك أو على الإناء؟.. ثم كيف للبول أن يطفر على جسمك؟... إن جميع ما ذكرته يعتبر أوهاما ووساوس، وليس من الشرع أن تستمري فيها. فتجنبي ما ذكرته من الاستحمام بغير سبب....ومن تكرار غسل اليد أو غيرها من الأعضاء...ومن إعادة ما شككت في غسله...وإذا لمس شخص الباب أو غيره بيده اليسرى أو بغيرها وهي مبللة، فإن ذلك ليس فيه ضرر ولا يترتب عليه أي شيء. كما أنه لا ضرر في الماء غير النظيف إذا وطئه أشخاص ثم دخلوا البيت، لأن الماء غير النظيف ليس بالضرورة نجسا، فلا تغسلي ذلك، ولا تغيري ملابسك.
ثم ما قلته عن الغازات فإنها إذا لم تخرج لا ينتقض الوضوء، وبالتالي فلك أن تصلي بذلك الوضوء كل ما أردته من الصلوات ما لم يحصل ناقض، والناقض هو الخارج، وليس ما يحس به المرء مما لم يخرج.
وإذا لم تكوني محتقنة بالبول (محصورة) فلا حرج في أن تصلي طالما أنك تستطيعين أداء الأركان بشكل عادي، لأن إحساسك بالاحتقان إنما هو وسواس طالما أنه لم يكن موجودا قبل إرادة الصلاة.
وإذا وجدت سلسا فإنا نرى لك أن تأخذي بمذهب المالكية فيه، وهو أنه لا ينقض الوضوء إن لازم أكثر الزمن. ثم إذا شككت في قراءة الفاتحة أو في أي ركن آخر من الصلاة فاعتبري أنك قد أتيت به ولا تعيديه، لأن إعادته تزيد من استحكام الوسواس.
وأما سؤالك عما إذا كان زيت جوز الهند إذا وضع على الشعر يمنع وصول الماء للشعر في الوضوء فالصواب أن تتوجهي به إلى من له خبرة بذلك الزيت.
والله أعلم.