الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك بما أنعم الله به عليك من الهداية للإسلام، فهذه نعمة لا تعادلها نعمة، فاحمد الله على ذلك، فإن الإسلام طريقك ولا طريق سواه إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهل بعد هذا من نعمة، قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.{آل عمران:85}. وقال أيضا: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ.{آل عمران:185}. ونسأل الله أن يثبتك على الإسلام حتى الممات، وللفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 69083، 18941، 21689، 45846، 54640.
وأما بخصوص رغبتك بالزواج من فتاة مسلمة وعدم قبول أهلها ذلك، فإن هذه مشكلة سببها ما حدث ويحدث من احتيال بعض أهل الأديان الأخرى حين يقع الشاب منهم في حب فتاة مسلمة وهو يعلم أنه لا يستطيع الزواج بها إلا بإعلان الإسلام، فيقوم بإعلان الإسلام ظاهرا دون أن يطبق أحكامه، بل لا يظهر منه إلا الشهادتان، ويكون بعد ذلك مخالفا لمقتضاهما، فلهذا يخشى المسلمون من تزويج بناتهم ممن هو حديث عهد بإسلام خوفا من ذلك. وإلا فالأصل أن من دخل في دين الإسلام ظاهرا يحكم له به، فإذا تقدم للزواج من امرأة مسلمة وكان ممن يرضى دينه وخلقه فإنه لا ينبغي أن يرد، لما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه. فالسبيل لذلك هو أن يحسن إسلامك-لا من أجل الفتاة فحسب- بل لأن هذا هو المطلوب منك شرعا، فإذا حسن إسلامك وعرف ذلك من حالك فإن أهل الفتاة سيستجيبون لتزويجك ابنتهم، ويرشد إلى ذلك أن والد الفتاة اعتذر لك من الموضوع واستبعده لكونك لا تزال على غير دين الإسلام وهو محق في ذلك.
ويعرف حسن إسلام حديث العهد بالإسلام من خلال تأديته للصلاة في أوقاتها مع المسلمين، وبقية الواجبات، وترك المحرمات، وموالاة المسلمين ومحبتهم، والبراءة من الكافرين وبغضهم. وفقك الله لما يحب ويرضى وثبتك على دينه وعصمك من الشيطان ووسوسته.
والله أعلم.