الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما ينبغي أن يعلمه كل مسلم ومسلمة أن الواجب مراعاة أحكام الشرع وسؤال أهل العلم قبل الإقدام على الفعل، وخاصة فيما يتعلق بأمر النكاح، فالتساهل في مثل هذا سبيل لنشر الشر والفساد، وما حدث لك مع هذا الشاب خير دليل على ذلك، ومن هنا كانت حكمة الشرع في اشتراط الولي لكون المرأة تجهل الكثير من أحوال الرجال في الغالب لعدم مخالطتها لهم، فتحتاج إلى الولي ليزوجها بمن هو كفء لها.
وعموماً فإن النكاح يشترط لصحته شروط ومن أهمها الولي، فإذا تم النكاح بغير إذن الولي كان نكاحاً باطلاً على الراجح من أقوال أهل العلم، فيجب فسخه. وقد نص أهل العلم على أن مثل هذا العقد إذا حكم بصحته حاكم أو نائبه نفذ، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 48058.
وعلى كل فلا يجوز للمرأة الزواج حتى يطلقها الزوج أو يحكم بفسخ النكاح حاكم شرعي، وراجعي الفتوى رقم: 12338.
وما ذكرنا من أحكام فمن جهة العموم، وبخصوص قضيتك هذه ففيها ملابسات قد تحتاج إلى مزيد بيان، فالذي ننصحك به أن تستشيري بعض أهل العلم الموثوق بهم استشارة مباشرة، وأن تراجعي المحكمة الشرعية لتبيني لها ملابسات قضيتك فتحكم فيها بما هو مناسب.
والله أعلم.