الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أهل هذه الفتاة لا ينبغي أن يكون سبباً تُمنع به الفتاة من الزوج الكفؤ إذا خطبها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... رواه الترمذي.
وعلى كل فالآباء مجبولون في العادة على الحنان والشفقة على بناتهم، وبالتالي فلا يعتبر الأب عاضلاً لبنته في رد خاطب، ما لم يُتحقق منه ذلك، ففي الخرشي عند قول خليل: ولا يعضل أب بكراً برد متكرر حتى يتحقق، قال: يعني أن الأب في ابنته المجبرة لا يكون عاضلاً برد خاطب أو خاطبين وهو مراده بالمتكرر أي برد متعدد من الخطاب لما جبل عليه من الحنان والشفقة ولجهلها بمصالح نفسها فربما علم الأب من حالها أو حال الخاطب ما لا يوافق حتى يتحقق إضراره فإن تحقق قال له الإمام إما أن تزوج وإلا زوجناها عليك. انتهى.
ومن هذا تعلم أن ما ذكرته من امتناع أبي البنت عن تزويجها منك لمصلحة ما لا يعتبر عضلاً لها بل حتى يتحقق قصده الإضرار بها، وننصحك كما ننصح البنت أيضاً بأن لا يُصر كل منكما على أنه إن لم يتزوج من الآخر فلن يتزوج حياته، فقد يكون في زواج أي منكما من غير الآخر من الخير والمصلحة ما لا تعلمانه.
والله أعلم.