الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا معنى تلك الآية في الفتوى رقم: 5662، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً وتعلم أنك قد وقعت في كثير من الموبقات والمهلكات وتجرأت على الله وفرطت في جنبه بانتهاك حرماته وتعدي حدوده، ولمعرفة شروط التوبة الصادقة انظر الفتوى رقم: 5450.
وإذا أردت الزواج من بنت خالك حقاً فلا حرج عليك في ذلك إن تبت إلى الله تعالى مما كان منك سابقاً، ولا ينبغي أن تسيء الظن بها أو تفقد الثقة بنساء العالمين، فالطاهرات والعفيفات كثيرات، ولا يلزم من وقوعك أنت في ذلك وقوعها هي أو من ستتزوج بها فيه، قال الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، ولعلك تقصد ما نسب إلى بعض أهل العلم مما بنوه على آثار ضعيفة أو موضوعة لا تصح، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 63847، والفتوى رقم: 20826.
وإذا تزوجتها فليس لك الحق في أن تغيب عنها تلك المدة دون إذنها ورضاها إلا إذا كان ذلك لظروف لا تستطيع التغلب عليها حقيقة، لما بينا في الفتوى رقم: 22429.
والذي ننصحك به ألا تمكث عنها تلك المدة أو أكثر ولو رضيت لما في ذلك من تعريض نفسك وتعريضها للحرام، وإنما تحاول أن تأخذها معك حيث تقيم أنت أو تبحث عن شغل حيث تقيم هي وسيجعل الله لك من بعد عسرك يسراً ويرزقك من حيث لا تحتسب، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.