الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم يعامل الناس بما شرع الله وحض عليه من إحسان الخلق معهم وأداء حقوقهم والسلام عليهم عند ملاقاتهم والتبسم في وجوههم والقول الحسن والتواضع لهم ومعاملتهم بما يجب أن يعاملوه به، ففي الحديث: وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي. وفي الحديث: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه. رواه مسلم.
ويحسن أن يصبر على ظلم من ظلمه وأساء إليه ويحلم ويصفح ويدفع إساءته بالإحسان، ويتأكد هذا في حق الأقارب والأصدقاء والجيران، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}، وفي مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73652، 70485، 35576، 18354، 35551، 95375، 58722، 61995، ففيها ذم الاحتقار والتعالي على اللاجئين وعدم الحكم على جنسية ما حكما عاما بما فيه تنقص لها وفي كون العمل بالإجارة عند الناس لا حرج فيه ولا عيب مهما كان نوعه ما دام العمل مباحاً في نفسه.
والله أعلم.