الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله أن يشفيك ويعافيك من هذه الوساوس، وما ذكرته من سرعة الغضب والتوتر والهيجان التي قلت إنها تأتيك في بعض الأحيان رغماً عنك، فإنك لست مؤاخذاً بها إن شاء الله لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. أخرجه أحمد وابن ماجه عن أبي ذر وهو صحيح.
ثم ما ذكرت أنك تفكر فيه من ترك أسرتك نقول إنك لست آثماً إذا فعلت هذا الذي تفكر فيه، ولكنا لا ننصحك بفعله، لأنه قد يزيد الحالة النفسية التي أنت فيها سوءً وقد لا يكون هو الصواب عند أهلك، فالأفضل أن تبقى معهم كما كنت فأهلك هم الأولى بك وهم الذين يعرفون حالك، وينبغي لهم ألا يؤاخذوك، وراجع في بيان أسباب التخفيف من ثورة الغضب الفتوى رقم: 62950.
وعليك أن تجتهد في العلاج قدر طاقتك... واعلم أنه ما من داء إلا وقد جعل الله له دواء كما في الحديث، فخذ بالأسباب المشروعة وأكثر من الدعاء وتحر أوقات الإجابة ولا تمل ولا تيأس ولا تقنط فإن الله تعالى يستجيب للداعي ولا بد ما لم يمل ويترك الدعاء، وبإمكانك أن تتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا هذا.. ونسأل الله تعالى أن يعجل بشفائك إنه على كل شيء قدير وهو أكرم الأكرمين.
والله أعلم.