الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الذي تتحدثين عنه هو مجرد خطبة ولم يتم بعدُ عقد الزواج، فمن حق كل منكما أن يفسخ الخطبة متى شاء، ولكن لا ينبغي أن يحصل ذلك إلا لسبب معتبر.
ومن فسخ الخطبة ولو لغير سبب فإنه لا يعد ظالما؛ لأن الطرف الآخر لم يكن له عليه بعدُ من حق.
ونشير هنا إلى أن قولك إنك حاولت جاهدة أن تغيري من طباعه وأخلاقه، وأنك في النهاية ضقت ذرعا من معاملته السيئة معك ومن أخلاقه وطباعه إلى آخر ما ذكرته...
نقول: إن هذا القدر من المحاولات ومن المعاملات يعتبر خطأ كبيرا إذا كان عقد القران لم يتم بينكما.
وأما إذا كنت تقصدين أن عقد الزواج قد تم بينكما، ولكن حفل الزفاف لم يتم بعدُ، فالجواب أن فسخ الزواج في هذه الحالة ليس ملكا لك تفعلينه متى شئت. وإنما الواجب أن تطلبي ذلك من الزوج نفسه إذا كنت متضررة من طريقة معاملته لك، أو تتقدمي بطلب إلى المحكمة الشرعية لتجدي منه الطلاق إذا كانت لك مبررات لطلب الطلاق.
وننبه إلى أن من حقك على زوجك أن يوفّر لك سكنا مستقلا ولو كان مجرد شقة في داخل منزل الأسرة، ولست ملزمة بأن تسكني مع عائلته في منزل واحد ما لم تكن لك شقة مستقلة..
قال خليل المالكي في مختصره: ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه. اهـ
وأما حفل الزفاف أو ما يسمى بوليمة النكاح (وهو الطعام الذي يعده الزوج بمناسبة زواجه)، فإنه من السنة، ولكنه لا يجب في قول جمهور أهل العلم.
جاء في الموسوعة الفقهية: ووليمة العرس سنة مؤكدة , وليست واجبة في قول جمهور الفقهاء; لأنها طعام لسرور حادث, فأشبه سائر الأطعمة, وفي قول عند الشافعية أنها واجبة عينا. اهـ
وننصحك قبل طلب الطلاق أن تحاولي التفاهم مع زوجك، وأن لا تكلفيه ما لا تبلغه طاقته.
والله أعلم.