الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أعظم البلوى أن يبتلى الابن بأب فيه رقة في دينه وقسوة في طبعه، فإن كان والدك على ما ذكرت من أنه يسب الدين ويسب الذات الإلهية، وأنه لا يصلي إلا نادراً فهو في مصيبة عظيمة نسأل الله له الهداية والصلاح، فسب الله تعالى أو سب دينه من الكفر بالله تعالى، كما بينا الفتوى رقم: 6283.
ثم إن الغالب في الأب شفقته على أولاده وحرصه على مصلحتهم والاعتناء بهم، فمن الغريب ما ذكرت عن والدك من كونه على خلاف ذلك، ومع هذا كله فحقه الإحسان إليه، ومن أعظم الإحسان إليه نصحه وتذكيره بالله تعالى والدعاء له بالتوبة والهداية، عسى الله أن يهديه، وراجع في ذلك الفتوى رقم:99478، والفتوى رقم: 69035.
ويجوز للوالد أن يأخذ من مال ولده، ولكن هذا ليس على إطلاقه؛ بل هو مقيد بالحاجة، وبما لا يضر بالولد، فعليك بالتلطف بأبيك هذا ومساعدته بما يمكن، ومداراته وبذل الحيلة في التخلص من طلباته إذا لم يكن بإمكانك تلبية طلبه، ونوصيك بالحرص على الزواج من أسرة طيبة تتفهم وضعك المادي وتعينك في تيسير الزواج، ويسر الزواج من أسباب بركته، كما هو مبين في الفتوى رقم: 44235.
والله أعلم.