الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول بادئ ذي بدء أن استمرار علاقة بين شاب وفتاة قبل عقد الزواج أمر محرم ولا يجوز التمادي فيه، بل يجب قطعه والتوبة منه. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يخلو بامرأة ليس معها محرم فقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه. ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما كما صح في الحديث.
وعليه، فننصح أمك بالمبادرة في أمر زواجك إن كانت تراه مصلحة؛ لما في الحديث الشريف: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وأما عن موضوع رؤيا أمك، فنسأل الله تعالى أن تكون رؤيا طيبة، ونعتذر عن تفسيرها؛ لأن موقعنا خاص بالإجابة على الأسئلة الفقهية ولا علاقة له بتفسير الأحلام، وعليك أن تسألي عنها من له علم بتأويل الأحلام ممن هو من أهل الخير والصلاح.
ونريد هنا أن ننبهك وننبه أمك إلى الآداب التي أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر الرؤيا. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله، فمن رأى شيئا يكرهه، فلا يقصه على أحد وليقم فليصل.
وروى البخاري ومسلم أيضا عن أبي سلمة قال: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثا، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره.
والله أعلم.