خلاصة الفتوى: لا شك أن المباردة إلى الصف الأول تعتبر عادة حسنة، ودليلا على حرص المسلم على الخير و قوة إيمانه وتصديقه بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الترغيب فيه من التسابق إلى الصف المقدم والحث على المزاحمة في سبيل ذلك، كما أن إقامة الصف وتسويته وتراص المصلين فيها بحيث لا تبقى فرجة بينهم من سنن الصلاة عند جمهور العلماء ومنهم المالكية، لكن لا ينبغي أن يبالغ في التراص والمزاحمة بحيث يختل الصف، ويصير بعض المصلى خارجا عن الصف، فإن هذا مناف لظاهر الأحاديث الدالة على الأمر بانتظام الصف وإقامته وتسويته والمحاذاة بين الأعناق والمناكب، ولا سيما إن كان ذلك لغير ضرورة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المباردة إلى الصف الأول، والحرص على تحصيل مكان فيه تعتبر عادة حسنة، ودليلا على حرص المسلم على الخير، وقوة إيمانه بما ثبت عن رسول الله صلى في الترغيب في المبادرة عليه، والحرص عليه، وهذا الترغيب ثابت في الأحاديث الصحاح التي رواها مالك وغيره، من ذلك ما في الموطأ عن مالك بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهمو،ا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا.
كما أن إقامة الصف وتسويته والتراص؛ بحيث لا تبقى بين المصلين فرجة من سنن الصلاة عند جمهور العلماء ومنهم المالكية، لكن لا ينبغي أن يبالغ في التراص والمزاحمة بحيث يختل الصف ويصير بعض المصلى خارجا عن الصف فإن هذا مناف لظاهر الأحاديث الدالة على الأمر بانتظام الصف وإقامته وتسويته والمحاذاة بين الأعناق والمناكب، ولا سيما إن كان ذلك لغير ضرورة،
ففي المنتقى على شرح الموطأ للباجي بعد أن ذكر الأحاديث الواردة في الأمر بتسوية الصفوف: ومعنى ذلك أن تسوية الصفوف من هيئات الصلاة وهو يتصل بمقام المأمومين من الإمام ،، فإذا كانوا عددا لزم فيهم إقامة الصفوف وهو تقويمها ونماؤها والتراص فيها إلى أن قال : قال ابن حبيب وانضمام الصفوف من التراص والأصل في ذلك ما روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالمناكب وبالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنه الحذف. .انتهى بحذف قليل.
وفي سنن أبي داود: عن قتادة عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف. صححه الألباني :قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود وهو يشرح هذا الحديث : (رصوا صفوفكم ) معناه ضموا بعضها إلى بعض ومنه رص البناء، قال الله تعالى: كأنهم بنيان مرصوص ( وقاربوا بينها ) أي بين الصفوف بحيث لا يسع بين الصفين صف اخر قاله في المرقاة ( وحاذوا بالأعناق) أي اجعلوا بعضها في محاذاة بعض أي مقابلته. انتهى بحذف يسير.
والله أعلم.