الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور قد ورد بروايات كثيرة، منها التي أوردتها أنت: إذا إبتليت عبدي بحبيبتيه فصبر, عوضته منهما الجنة.
ومنها ما كان بلفظ: أذهبت، مثل: من أذهبت كريمتيه ثم صبر واحتسب كان ثوابه الجنة.
ومن أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة.
ومنها ما كان بلفظ: سلبت، نحو: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما.
ومنها ما كان بلفظ: أخذت، نحو: من أخذت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة.
ومنها ما كان بلفظ: قبضت، مثل: إذا قبضت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة.
فعلم من جميع هذه الروايات أن الابتلاء المقصود في الحديث هو ذهاب البصر، وليس مجرد الإصابة بمرض مزمن.
وعلى أية حال، فإن من أصيب بمرض في عينيه، وصبر على ذلك فإنه داخل في عموم أحاديث الابتلاء، التي منها ما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
والله أعلم.