الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن هذا الشخص الذي هو تحت وصاية أبيك من عدم اتزان في عقله، يجعله لم يعد بعدُ مؤهلا لأن يُعطى أمواله. قال تعالى: وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا {النساء:6}، ومفهوم: آنستم منهم رشدا مفهوم شرط، يعني أنكم إذا لم تأنسوا منهم رشدا فلا تدفعوا إليهم أموالهم.
وأبوك إذا كان هو الموصى على الشخص المذكور فإنه يكون هو الأحق بالولاية عليه. قال الشيخ خليل بن إسحاق رحمه الله تعالى: والولي الأب... ثم وصيه وإن بعُد... ثم حاكم...
ولكن بلوغ أبيك السن التي بينتها، وما ذكرته عنه من أن ذاكرته بدأت تتراجع بشكل كبير... يجعله لم يعد مؤهلا للقيام بأمر مكفوله. ومن ثم فإن أمر ذلك الشخص ينتقل إلى الحاكم ليتولى أمره أو يقيم له مقدَّما يتولى ذلك.
وعليه، فواجبك أنت الآن هو أن ترفع أمر جاركم إلى القاضي الشرعي في البلد الذي أنتم فيه، وإذا أقام له شخصا يتولى أمره فإن من واجب أبيك أن يسلم له جميع ممتلكاته، وتنتهي مسؤوليته عنه. وهو مأجور –إن شاء الله تعالى- بما قام به من وصاية.
والله أعلم.