الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن الشارع قد أمر كلا من الرجال والنساء بغض البصر، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور:30-31}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة. رواه الترمذي وأبو داود وحسنه.
ولكن من خصائص هذا الشرع الحنيف الوسطية والاعتدال في كل شيء، وأي شيء خرج عن حد الاعتدال كان مذموماً، فالواجب على المرء أن يغض بصره عن الحرام، وليس معنى ذلك أنه ملزم بتشديد إغماض عينيه، وإنما يكفي أن يصرف بصره، وإذا نظر الإنسان إلى أمر مباح، كما إذا نظر إلى عملية جراحية أو أي شيء آخر، فلا ينبغي أن يرضى بوسوسة الشيطان، ومحاولته أن يصور له في ذلك شيئاً محرما ليتعبه ويكدر عليه حياته.
وعلى أية حال فلا ذنب عليك فيما ذكرته، وطريقة الحل هي الإعراض عن الوساوس التي لا يستند فيها إلى دليل عقلي ولا نقلي، ولك أن تراجع للمزيد من الفائدة في هذا الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.