الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان واقع الحال ما ذكر من أن تلك المساجد يندر أن يوجد فيها إمام راتب لأنها في طريق سفر، وأن الوقت المحدد لانتظار الصلاة قد مضى وكان في التأخير مشقة على المصلين ومنهم المسافرون، فنرجوا أنه لا حرج على الأخ السائل في إقامته للصلاة من غير إذن الإمام الراتب الذي لم يعلم بوجوده، ولا ينبغي للإمام أن يؤخر إقامة الصلاة بحيث يشق على الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم.
كما أنه ينبغي للإمام أيضاً أن يكون رفيقاً بالناس في أمره ونهيه، فقد قال الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {آل عمران:159}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله... رواه البخاري.
وأما إعادة الإقامة فالأصل أن إقامة الصلاة لا تكون إلا بإذن الإمام، فلو أقيمت الصلاة بغير إذنه ففي الاعتداد بها خلاف بين الفقهاء، والراجح أنه يعتد بها كما ذكرناه في الفتوى رقم: 48992، وعليه فقد كان الأولى بالإمام المشار إليه أن يعتد بالإقامة الأولى ولا يحتاج الأمر إلى إقامة جديدة، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 40074.
والله أعلم.