تجنب الإمام الغلظة وحرصه على الرفق بالمصلين

15-1-2008 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد:كنت مسافراً من دبي إلى العين والمسافة حوالي 160 كم وحانت صلاة الظهر ونحن في الطريق ودخلنا إحدى محطات البترول للصلاة ومن المعلوم أن هذه المحطات يوجد فيها مساجد صغيرة للصلاة ومن النادر أن يكون هناك إمام لهذه المساجد، ودخلت وصليت ركعتين سنة وجلست أنتظر والناس ينتظرون الإقامة ودخل الوقت بعد الآذان ولم يقم أحد، ونظراً لسفري كثيراً بين الامارات كان يقوم أحد المسافرين بالإقامة والإمامة في أغلب الأحيان، وفي هذا اليوم قمت أنا وأقمت الصلاة وكان في المقدمة رجل يصلي وكانت صلاته طويلة لدرجة أني من وقت دخولي المسجد وأديت ركعتي السنة وجلست أنتظر ودخل الوقت (الوقت بعد الآذان يكون 20 دقيقة) وهو يصلي طبعا أنا انتظرته إلى أن دخل في التشهد الأخير فقمت وأقمت الصلاة، وأنا أقيم الصلاة أصبح يؤشر لنا بيده اليسرى بالانتظار وأطال التشهد (أي أقمت الصلاة ووقفنا طويلا ننتظره وكأنه تعمد الإطالة بالتشهد والله أعلم) وعندما انتهى وقف وقال لا يجوز هذا الأمر ألا تعرفون أنه يوجد إمام، فقلت له يا شيخ إن وقت الصلاة قد فات وهذا طريق سفر فرد علي لا يجوز ويجب الالتزام والتقيد.. وأقام الصلاة مرة أخرى، وكانت نبرة كلامه فيها غلظة وحدة... فسؤالي هو: أريد أن أعرف هل أنا أخطأت، وهل يجوز له أن يطيل صلاته بعد سماع إقامة الصلاة أو يجب عليه الاختصار بها للحاق بصلاة الجماعة حتى ولو كان هو الإمام، مع العلم بأنه كان في التشهد الأخير، وهل من حقه أن يتصرف بهذه الطريقة ويقيم الصلاة مرة أخرى، مع العلم أنني أقمت الصلاة ولم أتقدم للإمامة بالناس بعد أن اشار لنا بيده، هذا اليوم كان أول أيام عيد الأضحى المبارك، فأفيدونا أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان واقع الحال ما ذكر من أن تلك المساجد يندر أن يوجد فيها إمام راتب لأنها في طريق سفر، وأن الوقت المحدد لانتظار الصلاة قد مضى وكان في التأخير مشقة على المصلين ومنهم المسافرون، فنرجوا أنه لا حرج على الأخ السائل في إقامته للصلاة من غير إذن الإمام الراتب الذي لم يعلم بوجوده، ولا ينبغي للإمام أن يؤخر إقامة الصلاة بحيث يشق على الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم.

كما أنه ينبغي للإمام أيضاً أن يكون رفيقاً بالناس في أمره ونهيه، فقد قال الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {آل عمران:159}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله... رواه البخاري.

وأما إعادة الإقامة فالأصل أن إقامة الصلاة لا تكون إلا بإذن الإمام، فلو أقيمت الصلاة بغير إذنه ففي الاعتداد بها خلاف بين الفقهاء، والراجح أنه يعتد بها كما ذكرناه في الفتوى رقم: 48992، وعليه فقد كان الأولى بالإمام المشار إليه أن يعتد بالإقامة الأولى ولا يحتاج الأمر إلى إقامة جديدة، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 40074.

والله أعلم.

www.islamweb.net