الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن قولك: ... "وأعتبر بقية الخلق همجا لا خير فيهم"، ليس مما يليق بالمسلم قوله؛ فقد ورد أن رؤية الفضل على الغير لا تجوز. قال الشيخ الأخضري: ويحرم عليه الكذب والغيبة والنميمة والكبر والعجب والرياء والسمعة والحسد والبغض ورؤية الفضل على الغير... إلخ.
وفيما يخص موضوع سؤالك، فليس من شك في أن ما ذكرته عن والديك من تحريضهما على ما لا يرضي الله ورسوله، ومن وقاحة وتسلط وتجبر وكبرياء وطمع...
وما ذكرته عن المجتمع من انحراف في الأخلاق، وعدم إحلال ما أحل الله ورسوله، وعدم تحريم ما حرم الله ورسوله... وانتهاك وعدم مبالاة، وكثرة فسق وسوء خلق... هي جميعها أمور بعيدة عن الدين.
ومع هذا فالواجب أن تعلم أن لوالديك عليك حقا لا يسقط ولو كانا مشركين، وأحرى إذا كانا داخلين في جملة المسلمين. قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكرلي ولوالديك إلي المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي. [لقمان: 14-15].
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين أشد تحذير حيث قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور". فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. والحديث متفق عليه.
فالواجب -إذا- هو أن تبر بوالديك وتحترمهما، وتصاحبهما بالمعروف، وأن لا تطيعهما إذا أمراك بما لا يرضي الله.
والله أعلم.