الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن هذا الشخص الذي قلت إنه قام بتقديم شكوى ضدك، وحاول الإضرار بك في العمل، وتشويه سمعتك في المدينة بأكملها، لمجرد أنك لم تكن تستجيب لطلباته من الواسطة في درجات الطالبات... يعتبر ظالما لك، إذا لم يكن لما فعله سبب غير ما ذكرته.
ومع هذا فإن صلة الرحم من آكد الواجبات، ولا يسقطها وجود الأذى من القريب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال عليه السلام: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
وبناء عليه، فلا يجوز أن تقطع رحم هذا الشخص إذا كان بينك وبينه رحم، ولكن لك أن تقتصر على أقل حد تحصل به صلة الرحم في عرف بلدكم، وأن تأخذ حذرك منه.
وإذا تقرر أن صلة الرحم لا تسقط مع حصول الأذى، فإن قطعها مع ذلك يكون صاحبه آثما.
والله أعلم.