الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت أن رئيسك المباشر يفعله من نقصان العدد الصحيح للعمال، وطلبه منك تسجيل أكثر ممن قاموا بالعمل، يعتبر غشا وتزويرا واضحين. والنبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من الغاش بقوله: ومن غشنا فليس منا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لما سئل: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا. أخرجه مالك في الموطأ.
وأنت بمشاركتك في هذا الأمر والسكوت عليه تعتبر شريكا في الإثم، والعياذ بالله.
ومن هذا يتبين لك أمران:
1. أن ما فعلته من مصارحة العميل بأن رئيسك المباشر هو الذي أجبرك على ما فعلته ليس مجرد فعل صحيح فقط، بل هو الواجب الذي لم يكن من المباح لك أن تتأخر عنه منذ عرفت أن نصائحك لرئيسك في العمل لا تفيد شيئا.
2. أن رئيسك في العمل إذا لم يتراجع عن هذا التزوير والغش، ولم تجد وسيلة تحول بينه وبين ذلك، فمن واجبك ترك هذا العمل.
والله أعلم.