الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، ويتقبل توبتك ويتجاوز عنك ويثبتك، ونخبرك بأن هذا القرار الذي اتخذته قريباً ليس قراراً عادياً بل هو ميلاد جديد، فإذا كان يوم خروجك من بطن أمك هو ميلاد حياتك على الدنيا فإن يوم توبتك الصادقة هو ميلاد حياتك في دنيا الإيمان والطهر والعفاف، فليكن همك الآن وهدفك هو الحفاظ على هذه الحياة الجديدة فالحفاظ عليها أهم من كل شيء.
وإذا كانت التوبة ميلاداً جديداً تمحو ما سبقها من ذنوب ومعاصي وآثام، فلا حرج عليك في عدم تذكر ما قبلها، ولا يجوز لك إخبار أحد بما سبقها، ولا تكونين بذلك كاذبة ولا مخادعة فإن التوبة تجب ما قبلها، والعبد مأمور بأن يستر نفسه، ولا يجاهر بمعصيته لله تعالى فكيف وقد تاب منها، وفقك الله وثبتك على دينه وطاعته.
والله أعلم.