خلاصة الفتوى:
الموضوع مختلف فيه بين أهل العلم، ولعل عمر -رضي الله عنه- يميل إلى التقليل من الدنيا؛ لخبر سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحبا للإيثار.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ولعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ممن يرى أفضلية التقليل من متع الدنيا؛ لما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في الصحيحين عنه -رضي الله عنه- في حديث طويل يقول فيه: ... فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة. فقلت ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله. فاستوى جالسا ثم قال أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا. فقلت استغفر لي يا رسول الله... الحديث.
وينضاف إلى هذا أنه -رضي الله عنه- كان يحب الإيثار، ويدل لذلك حديث الموطأ الذي أوردته أنت، حيث يقول فيه: ... أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه عن جاره أو ابن عمه! أين تذهب عنكم هذه الآية: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها؟.
والله أعلم.