خلاصة الفتوى:
لا بد في توبتك من إخبار صاحب الحق بكذبتك هذه المتعلقة بالمكافأة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ليس من شك في أنك قد ارتكبت إثما كبيرا بكذبتيك هاتين، والعياذ بالله.
فأما كذبتك الأولى فقد بينا أمرها من قبلُ، ويمكنك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 25414.
وأما الكذبة الثانية فقد ترتب عليها من الضرر بصاحب العمل ما لا يخفى، فقولك: إلا أنه قال لي لو أن هذه المكافأة توزع فى الشركة... إلى آخر ما بينته، يحتمل أن تكون قصدت: إلا أنه قال لي...، كما يحتمل: إلا أنه قيل لي...
وعلى الاحتمال الأول، فإن كلامه يفيد أنه اشترط لهذه الهبة شرطا غير متوفر. وأنت قد كلفته أموالا طائلة بادعاء وجود هذا الشرط.
وعلى الاحتمال الثاني، فهو –وإن لم يكن قد اشترط للهبة شرطا- فإنه قد أنفق أمواله بسبب ما أخبرته به من الخبر.
وهذه الكذبة –رغم أنها تصنف في الغرور القولي، وكثير من أهل العلم لا يرون تضمين الغار بالقول-، فإنه لا خلاف بينهم في تحريم مثل هذا الفعل تحريما زائدا على موضوع الكذب؛ لما ترتب عليه من الضرر.
فالواجب عليك أن تبادر إلى التوبة، وإن كان حالك هو الاحتمال الأول، فمن تمام توبتك أن تخبر صاحب العمل بهذه الكذبة التي اقترفتها. فإن عفا عنك فذلك، وإلا فالواجب أن تسعى في أن يرجع العمال ما أخذوه منه بغير طيب نفس منه، أو ترجعه أنت، أو ترضيه بأي شيء آخر...
وإن كان الاحتمال الثاني، فإنا –رغم أنا لا نرى تضمينك إياها في الدنيا- فإنا نذكِّرك بما لا يخفى عليك من أن تسديدها الآن أخف بكثير من تسديدها يوم القيامة.
والله أعلم.