الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال سبحانه: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا {الشورى:49-50}، فكل ذلك بحكمته وعلمه وقدرته، والخير فيما اختاره وقدره، فقد يكون الولد خيرا، وقد يكون عدمه خيرا، قال سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
لكن لا حرج عليكما في طلب الولد وابتغائه بالسبل المشروعة، ولا ينبغي لكما القنوط واليأس، فقد وهب الله خليله إبراهيم على كبره وكبر زوجته حتى قالت: يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ {هود:72}، فالذي وهبهما الذرية قادر على أن يهبكما إياها، فلا تقنطا ولا تيأسا.
وأما التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب فكثير من طرقها ووسائلها غير مشروعة، لكن إذا عملت بالضوابط الشرعية فلا حرج فيها، وننصح زوجتك بها وفقا لتلك الضوابط الشرعية تحقيقا لرغبتك واستجابة لطلبك، لكن إن كان ذلك يضرها أو يرهقها إرهاقا شديدا، فلا ينبغي أن تلجئها إلى ذلك لما يلحقها جراءه من تعب وإرهاق، ويستحب لها أن تستخير الله عز وجل في ذلك، وسيسر لها ما فيه خيرها وصلاح أمرها من إقدام أو إحجام.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1458، 2646، 36557، 5995، 94659.
والله أعلم