الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وفي صحيح البخاري أيضا عن هشام بن عروة قال عروة: كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس. والحمس قريش وما ولدت. وكانت الحمس يحتسبون على الناس، يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا. وكان يفيض جماعة من عرفات ويفيض الحمس من جمع.
وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما إساف ونائلة ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة ثم يحلقون، فلما جاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بينهما للذي كانوا يصنعون في الجاهلية، قالت فأنزل الله عز وجل: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ .
وعلى أي حال فإن الذي ينبغي للمسلم أن يعتني به هو تعلم أحكام دينه ومن الخير ترك الانشغال بما لا يترتب عليه فائدة دنيوية أو أخروية.
والله أعلم.