الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ما فعله صديقاك من التخلف عن أداء الجماعة معك لأجل فوات الإحرام يدل على قلة علمهما، وقد كان ينبغي لهما أن يدخلا معك في الصلاة لتكثير الجماعة وهذا أعظم للأجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى. رواه أحمد وأبو داوود والنسائي.
ولاشك أن إدراك تكبيرة الإحرام له فضل، ولكن تكثير الجماعة أوكد فيما نرى لصحة الأحاديث فيها، ولا سيما وأن الأحاديث الواردة في فضل تكبيرة الإحرام على الخصوص لا تخلوا أسانيدها من ضعف كحديث: من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان من النار وبراءة من النفاق، فقد قال الحافظ في التلخيص: الترمذي من حديث أنس وضعفه ورواه البزار واستغربه..إلخ.
والله أعلم.