خلاصة الفتوى:
عليك بالتوبة إلى الله تعالى والاعتماد عليه وصلة الرحم فإن ذلك يذهب ما صدر منك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم أن يحذر من الكذب ويجتنب سوء الظن ويبتعد عن الشك في الآخرين، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. رواه البخاري ومسلم.
وعليه أن يعود نفسه على سلامة الصدر وحسن الظن بالمسلمين فهذا من أفضل الطاعات وأعظم القربات، فقد روى الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك قال: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه... فلما صلى وأراد الرجوع إلى بيته طلب منه عبد الله بن عمرو أن يؤويه ثلاث ليال، وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله إني لم أكن بحاجة إلى المبيت معك... ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فاقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق.
ولهذا فإن بإمكانك أن تتدارك ما صدر منك من الكذب وسوء الظن بالتوبة إلى الله تعالى وتحسين العلاقة مع عائلتك، وتصل رحمهم وتقدم لهم ما استطعت من أعمال البر والخير، فإن البر يستعبد الحر والهدية تذهب وحر الصدر وقطيعة الرحم لا تجوز، وعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى والاعتماد عليه وملازمة طاعته والإكثار من الاستعاذة به من شر الشيطان.
والله أعلم.