الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ولا يجوز الدعاء عليه بل ينبغي الدعاء له لقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {الإسراء23،24
ففي هذه الآية بيان ما ينبغي أن يقال للوالد وهو الدعاء له بالرحمة والمغفرة، جزاء تربيته ورحمته بالولد حال صغره.
وفي الجملة فإن للوالد حقا في البر مهما فعل، ولا يجوز عقوقه، بحجة عصيانه أو سوء خلقه فإن العقوق من كبائر الذنوب.
وإن ما يفعله والدكم من منع النفقة والإساءة إليكم بالقول والفعل، وإلحاق الضرر بسمعتكم أمام الغير، فهو منكر، يتعين عليه أن يتوب إلى الله منه، ونصيحتنا لكم تتلخص فيما يلي :
- نصحه وتحذيره من مغبة هذه الأفعال وعقوبتها الأخروية.
- الصبر عليه ومقابلة إساءته بالإحسان .
- الدعاء له بالهداية والصلاح.
- ولا بأس بأن تطلبوا ممن له قدر وكلمة مسموعة عنده بأن ينصحه ويذكره بالله وبحقكم عليه.
- ولوالدتك أن تأخذ من ماله ما يكفيها ويكفي من يجب عليه نفقته منكم، ولو بغير علمه.
أصلح الله والدكم وهداه، وأعانكم على الصبر عليه والبر به.
والله أعلم .